في ظل التحوّل الرقمي السريع الذي تشهده سلطنة عُمان، بدأ الذكاء الاصطناعي (AI) يلعب دورًا محوريًا في تحديث منظومة التعليم. من مختبرات الذكاء الاصطناعي داخل المدارس إلى أدوات تعليمية ذكية تُساعد الطلاب والمعلمين على حدٍ سواء، أصبح التعليم العُماني يدخل حقبة جديدة مبنية على الابتكار والتفاعل. في هذا المقال، نستعرض كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي ملامح التعليم في عُمان، ما هي الفرص والتحديات، وكيف يمكن للطلاب والمعلمين الاستفادة منه بذكاء.
لمحة عن الواقع العُماني
أعلنت وزارة التربية والتعليم العُمانية عن إنشاء أول مختبر ذكاء اصطناعي في التعليم بمُحافظة شمال الباطنة، يهدف إلى تدريب الطلاب والمعلمين على أدوات مثل الواقع المعزّز وبرمجة النماذج الذكية. كذلك، أظهرت دراسة أنّ الطلاب داخل عُمان يعمدون إلى استعمال أدوات مثل ChatGPT و-Google وغرّامارلي في عملية التعليم، لكنه لا يزال هناك نقص في التدريب الرسمي على استخدامها. ومع ذلك، يشير تحليل أُعدّ من قبل جهات بحثية إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في المعاملات الإدارية والتربوية داخل المدارس ما زال على “مستوى متوسط”.
الفُرص التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي في التعليم
- تخصيص عملية التعلّم: بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن للمنهج أن يتكيّف مع مستوى الطالب، فيُقدّم تدريبات أسرع أو أكثر عمقًا حسب قدراته. مثلاً، منصة تجريبية داخل عمان (مثل Ilmify) تمكّن الطلاب ذوي الإعاقة من تلقي المحتوى بصيغ متعددة (نص / صوت / فيديو) بتحليل ذكي لأسلوبهم .
- تخفيف العبء على المعلمين: مبادرات مثل نشر رخص Copilot من Microsoft في المدارس العُمانية تجعل المعلمين يستخدمون أدوات ذكاء اصطناعي لدعم التخطيط، التصحيح، وتحضير الدروس.
- تعزيز المهارات الرقمية والابتكار: عند إدخال مفاهيم مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة في المناهج، فإن الطالب لا يدرس محتوى فحسب، بل يتعلّم كيف يفكّر بطريقة مستقبلية — ما يعزّز جاهزيته لسوق العمل
- رصد وتحليل بيانات الأداء: بفضل تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، يمكن للمدرسة أن ترصد توجهات الطلاب، وتعدّل الأنشطة أو الدعم المُقدّم لهم حسب نتائج التحليل.
التحديات التي تواجه الاستخدام الفعلي
بالرغم من هذه الفُرص، هناك تحديات جدّية في عُمان:
- نقص التدريب المتخصص للمعلمين حول أدوات الذكاء الاصطناعي وضغوط تنفيذها.
- ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق: أجهزة، إنترنت، أو دعم فني.
- مخاوف تتعلق بأخلاقيات التعلم: الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يقلّل من مهارات الطالب الأساسية مثل التفكير النقدي أو التعبير المكتوب.
- عدم تكامل المنهج والمحتوى التعليمي مع قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل حتى الآن (مثلاً في مادة الدراسات الاجتماعية، تضمّن مفاهيم الذكاء الاصطناعي بنسبة منخفضة جدًا).
كيف يمكن للطالب والمعلم الاستعداد؟
للطلاب:
- تعلّم أساسيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التعليمية التي تستخدمه (مثل تجارب مختبر الذكاء الاصطناعي والمصادر الإلكترونية).
- استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بأمان: مثل طلب المساعدة في فهم نصّ، وليس للإجابة مباشرة عن الأسئلة – لأن الهدف هو تعزيز الفهم لا الغش.
- التعلّم الذاتي: جرّب أن تحل سؤالًا، ثم استخدم أداة ذكاء اصطناعي لتحليل إجابتك، ومن ثم طوّرها.
- التركيز على مهارات القرن 21: التفكير النقدي، التعاون، الإبداع — لأن الذكاء الاصطناعي سيسدّ وظائف بسيطة، لكن المهارات البشرية الفريدة ستبقى مطلوبة.
للمعلمين:
- اطّلع على أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة، وابدأ بتجربة بسيطة مثل استخدام برنامج لتقييم الفرق أو توفير محتوى تفاعلي.
- طلب التدريب ومشاركة الزملاء: كون فريقًا تطبيقيًا صغيرًا لتجربة أدوات وتقنيات جديدة داخل المدرسة.
- ضبط التقييم: احرص على أن أسئلتك تتوسع من مجرد الحفظ إلى “حلّل” و”قارن” و”اصنع” – لتتوافق مع التحول الرقمي.
- ربط المحتوى الرقمي بمشاريع حقيقية: دع الطلاب يبنون نموذجًا أو يحلّون مشكلة باستعمال أدوات ذكاء اصطناعي أو برمجية بسيطة.
رابطث داخلية لمقالات ذات صلة
الخلاصة: أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم في سلطنة عُمان
إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس خيارًا ثانويًا، بل أصبح عاملًا محوريًا في بناء جيل قادر على مواجهة المستقبل. في سلطنة عُمان، تجارب المختبرات، الأدوات، والتدريب تشير إلى بداية مشجّعة، لكن النجاح يتطلّب مقاربة شاملة: تدريب، بنية تحتية، محتوى، وتقييم جديد. سواء كنت طالبًا أو معلّمًا، فإن الخبرة الرقمية اليوم تُعدّك للغد.
تمّ إعداد هذا المقال بواسطة فريق مدونة اختباراتي التعليمية – عُمان 2025.
الذكاء الاصطناعي في التعليم عُمان، AI في المدارس عُمان، تعليم المستقبل سلطنة عُمان، مهارات الذكاء الاصطناعي طلاب.
