يبحث العديد من الأشخاص عن خطوات الوضوء الصحيحة، لا سيما وأن الوضوء الصحيح يعتبر أمرًا مهمًا لصحة الصلاة، وعن كيفية الوضوء الصحيح، بالأخص للأطفال أو من يدخلون الإسلام حديثًا، وكذلك من أجل مراجعة مدى صحة الوضوء والتأكد من الالتزام بواجباته وسننه؛ حيث إن الوضوء من شروط صحة الصلاة وقبولها. في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل كيفية أداء الوضوء وفق السنة النبوية، مع توضيح أهم الآداب والأحكام التي يجب مراعاتها لضمان وضوء صحيح وخالٍ من الأخطاء.
في هذا الشرح المبسط سنتعرّف على خطوات الوضوء الصحيحة بالترتيب كما وردت في السنة النبوية، مع بيان شروط الوضوء وأهم الآداب، وطريقة الوضوء للأطفال والجدد في الإسلام، حتى يكون الوضوء للصلاة صحيحًا وخاليًا من الأخطاء، ويزيد المسلم طهارةً وخشوعًا.
خطوات الوضوء
خطوات الوضوء هي طريقة مبسطة وسهلة توضّح الاستعداد للصلاة، حيث إن الصلاة لا تصح بدون وضوء.
وقد تم ذكر أركان الوضوء في القرآن الكريم في سورة المائدة الآية رقم ٦:
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم
وأرجلكم إلى الكعبين
.
الوضوء لا يقتصر كونه شرطًا للصلاة، بل هو أيضًا وسيلة لتنقية النفس والبدن؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الطُّهور شَطر الإيمان»، مما يعكس أهمية الوضوء في تعزيز الإيمان. كما أن الوضوء يمحو الذنوب؛ بناءً على الحديث: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره». بناء على ذلك من المهم أن يتعلم الأطفال وكل مسلم طريقة الوضوء بطريقة مبسطة وواضحة، وأن يتعرفوا على كيفية إسباغ الوضوء بما يناسب أعمارهم.
ما هي خطوات الوضوء الصحيحة؟
يعد الوضوء شرطًا لصحة الصلاة، حيث لا تجوز الصلاة من غير وضوء؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ». كما يُشترط اتباع الخطوات بالتوالي، فلا يجوز تقديم أي خطوة من خطوات الوضوء على الأخرى. وفيما يلي الخطوات بالتفصيل:
النية والبسملة
تُعد النية شرطًا من شروط الوضوء عند جمهور العلماء، بينما قال الحنفية بعدم اشتراطها في الوضوء. واستدل الجمهور بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، وذلك لأن الوضوء عبادة فلا بد أن تسبقه نية.
والنية في الوضوء محلها القلب؛ أي يجب أن تستحضر النية في القلب عند الذهاب للوضوء، وليس المقصود قولها باللسان؛ إذ لم يرد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يقوم المسلم بالتسمية فيقول: «بسم الله».
غسل الكفين
بعد أن ينوي المسلم الوضوء بقلبه ويُسمّي الله، يقوم بغسل الكفين ثلاث مرات. ولا يُعتبر غسل الكفين من
واجبات الوضوء لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
؛
فبدأ بالوجه ولم يذكر غسل الكفين. وغسل الكفين من سنن الوضوء لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؛
فعن حذيفة بن أوس الثقفي قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استوكف ثلاثًا» أي غسل كفيه ثلاث مرات.
المضمضة والاستنشاق
بعد غسل الكفين يقوم المتوضئ بالمضمضة، وهي أن يأخذ حفنة من الماء ويحركها في فمه ثلاث مرات. ويليها الاستنشاق: وهو أن يأخذ الماء من كفيه بقوة النفس ثلاث مرات، ثم الاستنثار؛ وهو إخراج الماء الذي أدخله بالاستنشاق مع دفعه بالنَّفَس ثلاث مرات.
غسل الوجه
بعد أن يتمضمض المتوضئ ويستنشق ويستنثر، يأتي غسل الوجه ثلاث مرات، وهو واجب من واجبات الوضوء لقوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
. ويكون غسل الوجه من الأعلى إلى الأسفل
أي من منبت الشعر إلى الذقن، ومن الأذن إلى الأذن. وإن كان للرجل لحية كثيفة يقوم بتخليلها بالماء.
غسل اليدين إلى المرفقين
بعد غسل الوجه يقوم المتوضئ بغسل اليدين إلى المرفقين، وهو من واجبات الوضوء، فلا يصح الوضوء إلا به؛
قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق
.
ويبدأ غسل اليدين ابتداءً من أطراف الأصابع حتى يصل إلى المرفقين ثلاث مرات.
مسح الرأس
بعد غسل اليدين إلى المرفقين يأتي مسح الرأس، وهو واجب من واجبات الوضوء لقوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم
.
وتكون كيفية المسح من مقدمة الرأس حتى مؤخرته، ثم يعود ماسحًا من مؤخرة الرأس إلى مقدمته. ويجوز المسح من
المقدمة إلى المؤخرة فقط، والمرأة كذلك، ولا تمسح المرأة على ضفائرها.
مسح الأذنين
بعد مسح الرأس يأتي مسح الأذنين؛ وذلك بمسح الأذنين ظاهرِهما وباطنِهما. وقد ذهب الفقهاء في حكم مسح الأذنين إلى قولين:
- ذهب جمهور الفقهاء إلى أن مسح الأذنين سنة من سنن الوضوء، واستدلوا على ذلك بالأدلة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسح الأذنين.
- وذهب الحنابلة وبعض المالكية إلى أن مسح الأذنين من واجبات الوضوء، واستدلوا على قولهم بأن الأذنين جزء من الرأس، وعليه فإنهما تتبعان حكم مسح الرأس من الوجوب.
غسل القدمين مع الكعبين
من خطوات الوضوء غسل القدمين مع الكعبين بعد مسح الأذنين، وهو من واجبات الوضوء لقوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم
وأرجلكم إلى الكعبين
. وكلمة «أرجلكم» جاءت معطوفة على «وجوهكم وأيديكم»، فيكون المعنى:
فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم إلى الكعبين.
ويؤيد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار»، فمن الواجب غسل القدمين من رؤوس الأصابع حتى الكعبين، ولا يُقَلَّل من ذلك؛ وقد توعّد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يترك شيئًا من القدم بلا غسل بالنار.
شروط الوضوء
يُشترط لصحة الوضوء –إلى جانب خطوات الوضوء– بعض الشروط التي لا يتم الشيء إلا بها، ولا تكون داخلة في حقيقته، وقد بيّنها أهل العلم، ويمكن إجمالها فيما يلي:
- الإسلام؛ لأن الوضوء عبادة.
- التمييز؛ فلا يصح الوضوء من مجنون أو صبي غير مميز؛ لأنهما ليسا أهلًا للعبادة، والتمييز هو السن الذي يستطيع فيه الفرد التفريق بين النافع والضار.
- ألا يكون مترددًا في فرضية الوضوء، أو يعتقد أن أحد فروضه سنة.
- الطهارة من الحيض والنفاس؛ لأنهما ينافيان حقيقة الطهارة.
- أن يكون الماء طاهرًا حتى يكون الوضوء صحيحًا.
- عدم وجود مانع من وصول الماء إلى البشرة؛ فلو كان على عضو ما مانع من وصول الماء إلى الجلد كطبقة عازلة أو الأوساخ المتراكمة تحت الأظافر، فإن وضوءه غير صحيح، ولا يضر أثر الحناء لأنه لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة.
تبرز خطوات الوضوء أهمية الطهارة في حياة المسلم؛ فهي تطهر الجسد وتُهيّئ القلب للصلاة، مما يجعل أداء العبادات أكثر خشوعًا وصفاءً، وتقوي الصلة بين العبد وربه، فيزداد القرب والإيمان والطمأنينة في القلب.
الأسئلة الشائعة
ما معنى الوضوء؟
الوضوء هو طهارة مخصوصة بأعضاء معينة بنية العبادة استعدادًا للصلاة.
هل يشترط الترتيب بين أعضاء الوضوء؟
نعم، الترتيب من فروض الوضوء، ويجب الالتزام به.
هل يجوز الوضوء مرة واحدة لكل عضو؟
نعم، السنة أن يُغسل العضو ثلاث مرات، ويجوز غسله مرة واحدة.